منقول عن السفير نصر الدين والي
أنا برضو دقة قديمة زي سعادة السفير حسن بشير، يمكن لأنه ود حبوبات ومن الصعيد، فمدينة سنجة قلب الصعيد الجميل، ونحن في السودان نقول الصعيد بقصد إتجاه الجنوب الجغرافي والسافل للشمال الجغرافي، ولدينا فنان مبدع إسمه (ود السافل)، وليس للكلمة علاقة بالكلمة المسيئة؛ ونحن في سنار شمال سنجة نعيش علي أطراف الصعيد ونتشاطر نفس الثقافة. وكلنا أولاد حبوبات، ولدي إعتقاد جازم مثل سعادة السفير حسن بأن في الأعشاب السودانية علاج حقيقي للعديد من الأمراض، ولأن فراسة أهلنا في علاقة كل عشب أو جذع بمرض معين أو عدة أمراض مجربة، و تحضرني حكمة شيخنا فرح ود تكتوك الذي عرف بورعه ورجاحة عقله (وهو مدفون في مدينتي سنار) ففيها حكمة، حيث قال من بين ما قال أو حكي أو نقل عنه (البلد الفيها قرض ما فيها مرض).
ومن الأمراض الشائعة التي يعالجها القرض الكحة والسعال ووجع الحلق ونزلات البرد، والقرض برضو ( مع زيت السمسم الولد المر بمشغو بيهو سدر وجسم الزول الميرود -المحموم-) يعني يمسحوه به، وربما يعالج القرض أمراض كثيرة أخري، فهو شفخانة كاملة أو قل صيدلية، ويقال أن للقرض خاصية قلوية في القضاء علي الجراثيم في الحلق والقصبة الهوائية والرئتين. و حكمة الشيخ فرح أكررها لأولادي حتي قال لي واحد منهم "يا بابا إنت بتعمل دعاية تمام للقرض". وعند إصابتي بالكرونا اللعينة لم أفكر في شيء سوي القرض، بخور صباح ومساء و مص وبلع الريق كل صباح لمدة خمس أيام (ودي ما دعاية للقرض بأنه يعالج الكرونا) ولكنها تجربة شخصية ربما أراد الله أن يكون هذا علاجي. فعندما أصبت بالكرونا لم أذهب للمستشفي، ولم أجذع من شره المستطير، وعندما شعرت بالكحة الغريبة التي تكاد تقطع نفسي فتحت سحارتي وشلت لي شوية قرض وكلي يقين بحكمة شيخنا ود تكتوك، وأنا أردد بصوت عالي لأسمع الأولاد " البلد الفيها قرض...ما فيها مرض" وبعد فترة الحجر ذهبت للكشف فكانت النتيجة والحمد لله سلبية فإزددت فخراً بأهلي وفراستهم وحكمة شيخنا الجليل ودتكتوك حلال المشبوك.