سياحة على ظهر حمار

المكان : جبل مرة مديرية دارفور أبريل 1973
المناسبة : التعداد السكاني الثاني
منتصف الظهيرة ، وبرفقة الترجمان من لهجة الفور للغة العربية : عبد القادر عبد الكريم غادرنا قرية دربات على ظهري حمارين باتجاه قرية نائية جنوبًا وصلناها مع مغيب الشمس .بطرف القرية ترجلنا عن حمارينا المنهكين من صعود ، وهبوط المرتفعات والمنحدرات الخطرة . استقلتنا قريبة مرافقي بوجبة عصيدة دخن ساخنة .واصلنا مشوارنا لننزل ضيفين على شيخ القرية الذي شوى لنا ديكًا ، تركنا باقيه للصباح التالي . بدأت التعداد بترحيب المواطنين من الجنسين . جلسة هنا ، ومرور هناك . طبيعة جبل ساحرة ، جاذبة للنظر .المرتفعات رؤوسها تحدثك على انفراد ، وهي تقبل ذمر السحب المتقطعة في مشاهد تتمنى ألا تغض طرفك عنها . ملأت سجلاتي بأسماءأناس يستحقون خدمات الدولة . ودعنا أهل تارني عائدين نحو دربات نتقاسم الاستراحة مع حمارينا .تارة راكبين ، وتارة راجلين مثلهما ، لا تغادرنا دعوات الناسلنا بسلامة الوصول في نواحي جبل مرة الجميلة التي تغنى بروعتها المطربون : عبد الكريم الكابلي ، خليل إسماعيل ، أبوعركي البخيت ، ومطرب من سنار سليمان محمود الذي أهديته كلماتي عن جبل مرة حيث أعجبته لما قابلته في مدينة سنار منها :
همت بيك يا مرة مرة جيت أشوفك وأحكي ليكا
وأروي قصة حبي عنك وعن عيون مفتونة بيكا
ما بتنوم دايمًا تساهر مابتفكر إلا فيكا
شفت سوني عروس جميلة في رقيص مالت عليكا
جاتني جاوة تهز معاي بي مشاعر دافية فيكا
عدلت كثيرًا في أبيات القصيدة التي كتبتها يوم كنت طالبًا بمدرسة الفاشر الثانوية حيث تم اختيارنا لحملة التعداد تلك الأيام الخوالي .