بحارة من السوكي
سواكن في سبتمبر2001
أفرحتني صدفة حلوة جمعتني ببحارين من السوكي في ميناء سواكن والباخرة على وشك الإبحار باتجاه جدة . البحار الأول زميل دراسة بالسوكي الأهلية الوسطى أما الثاني ،فتخرج في ثانوية بور تسودان مع نخبة سوكاوية متميزة ضمت : المرحوم الماحي دقش ، عبد القادر عكود ، دكتور يس دقش ، رائد سجون عبد القادر أحمد آدم ، أبو عبيدة رحمة المعزل الذي رأيته من على سطح الباخرة فرفعت كلتا يديَّ أحييه . قال لي : انتظرني ولا تتحرك أنا معك في هذه الرحلة . طال انتظاري وتأخر عني ، فتركت مكاني لأتجول بحثًا عنه دون جدوى ، وأخيرا دخلت كابينة المحركات الضخمة ، فإذا برجل أمن يستوقفني : ممنوع الدخول كيف دخلت هنا ؟ عفوًا أبحث عن المهندس البحري أبوعبيدة من السوكي . لا يوجد معنا مهندس بهذا الاسم ، ولحظتها طلع علينا أبوعبيدة ، وتركنا المجال لأحضاننا تعبر عن شوق وتلاق وعناق أذهل العسكري مندهشًا : هذا رحمة طيب رحمة خاطره قائلاً رحمة لديكم وفي البلد أبوعبيدة رحمة المعزل .. أخذني ابن السوكي إلى غرفته أسفل السفينة والموج يقبل النافذة ، انضم إلينا سيف الدين حميدة بلال بعد فرقة سنين دراسية .. حضرت السوكي حديثنا العذب وأيامها الحلوة – سهرنا الليل وكملناه – حتى رست الباخرة عند جدة ثاني يوم فودعني عزيزاي على أمل التواصل ، لكن رياح الغربة وأمواجها العاتية حالت بيننا . وعزائي بيت احمد ناجي :
يا حبيبي كل شي ء بقضاء
مابأيدينا خلقنا تعســـــــــــــاء
فإذا أنكر خل خله وتلاقينا
لقاء الغرباء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات
يوم إذا ما عــــــــز اللقاء