المنتدى : المنتدى الإسلامي
ويبقى الوطن
ويبقى الوطن: مهما جارت الطبيعة
الماء منذ بدء الخليقة يعني الحياة..
الحياة بلا ماء عديمة بل مستحيلة..
الأمطار هي أيضا نوع من الحياة للإنسان
والحيوان .. الزرع والأنهار والخيران.
الأمطار يصاحب هطولها في بعض الأحيان الخراب والدمار.
السقوف الهشة لا تحتمل الأمطار الغزيرة فسرعان ما تنهار..
النيل يفيض بغزارة وتثور مياهه على
ضفافه.. ويتأهب ساكني ضفافه بالنفرة
من جنونه وجموحه الغاضب , حتى لا يلحق
بهم الأذى والضرر في عز الليل أو غباش الفجر
وتحدث المباغتة الفجائية ويجد الناس
يفرون من فيضان النيل إلى العراء.
وثورة فيضان النيل عارمة وغاضبة تخلف ورائها الأضرار والضحايا والدموع. الصورة محزنة مؤلمة للأطفال والكبار حينما يعودون إلى بيوتهم التي صارت أنقاضا يبحثون وسط الركام عن بعض اللعب , ويأسفون على ضياع بعضها أو فقدانها.
أما فجيعة الكارثة تتمثل في صورة رب الأسرة الذي يرى شقا عمره قد تلاشى أمام ناظريه هذا المأوى الذي بذل كثيرا لكي يوفره لعائلته. ويصاب بالحيرة والذهول وهو ينتظر الفرج في كيفية إعادة البناء .. وقاصمة الظهر هذه الأيام أن تقدم أو تشرع في بناء المسكن ولا تجد أمامك سوى البناء الهش من الطين , وليس في الإمكان أفضل مما كان..المهم المأوى حالياً .. ويتبسم رب العائلة إلى ابنه البكر ويقول ساخراً : نحن نعيش عصر العولمة والتكنولوجيا! .. عائلات تتشرد
وأخرى يطحنها الفقر وتدوس عليها الكوارث
لتفضح كل عوراتها. وغدا سنواجه الخطر الأكبر يا بني البعوض وحمى الملا ريا التي لا ترحم صغيرنا ولا كبيرنا. أين المفر والملاذ؟
ويجيب الابن : أليس الاغتراب كان أفضل لنا ؟ ولم يمهله الأب طويلا ويجيبه : إنك قد تهرب إلى بعض الوقت ولكنك لا بد وأن تعود ... ورغم كل تلك الآلام وقساوة الطبيعة يظل الوطن والأرض أرحم وأفضل من كل أوطان الدنيا .. ومهما كانت غزارة الأمطار وقساوتها وحجم الأضرار نقول خير وألف بركة.
عربى موسى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عربى موسى
البحث عن المشاركات التي كتبها عربى موسى
إضافة عربى موسى إلى الإتصالات الخاصة بك